السبت، 27 ديسمبر 2014

قصة قصيرة ..

تفضل الصمت .. لا لشىء غير أنها لا تجيد القيل و القال معه .. !

تذكر اللقاء الأول بل  الأوحد على وجه التحديد .. و تذكر كلمتها له جيدا التى لا تعلم حتى تلك اللحظة ما دفعها ليجرى بها لسانها حينها .. ! 

هى :: أتذكر  ؟!  

قلت لك :: لا تأمن .. فلا شىء مضمون ..!! 

 لم تكن تعرفه .. أو سبق أن التقيا .. فقط نظرت داخل عينيه دون أن يلحظ ..وجدت له نظرة حادة ثاقبة .. و تجوب جميع الاركان فى لحظة واحدة ..  قرأت من تلك النظرة أنه دائم القلق و التوتر و كثير الشك بالأشياء كلها .. كما أن بعينيه عمق غريب .. ينم عن حزن شديد و ألم مكين .. ! 

قالت له تلك الكلمة و انصرف هو  .. 

و من يومها تسأل نفسها سؤالا .. لماذا قلت له تلك الكلمة  ؟! بالرغم من أن الموقف لم يكن يستحقها .. فقد نطقتها على شكل دعابة .. و لم تجد منه ردا عليها و انتهى الموقف على ذلك .. 

ثم تأتى مرة أخرى .. يتحدث إليها شخص لا تعرفه على موقع للتواصل .. و بدأ الحديث .. و بعد التحية .. و مرة بعد مرة .. حدثها عما يحلم به فى حياته .. ذكر أن كل ما يتمناه هو أن يحصل على درجة علمية تناسبه و أن يجد شريكته التى تفهمه من الداخل و سوف يبذل من أجلها كل ما بوسعه و فوق ذلك و أن يمن الله عليه بذكر و أنثى  .. فدعت له الله أن يحقق أحلامه كلها .. ومرة أخرى .. 
شكى من الناس و الحياة كافة .. و أن لا أحد يحمل هم آخر .. و ذكر وحدته .. 
ثم قال سأذهب فى سفر و القاك بعد السنة ! 
 و نسيت الأمر و انتهى 

بعد مرور أشهر عدة .. عاد يتحدث اليها  .. و يطمئن على أحوالها .. و ذات مرة .. تحدثت هى إليه .. لتطمئن عليه .. و تسأله عن حاله .. حيث أن ثمة شىء غريب حدث معها  ؛  استيقظت ذات مرة  من نومها فى فزع فجأة لترى وجها أمامها شديد العبوس و أوحى إليها أنه هو ..  ترددت كثيرا قبل أن تخبره .. و لكنها استقرت على أن تقول له و وصفت ما حدث و حددت التوقيت .. 

هو :: بالفعل حدث ما ذكرته .. فلدى العديد من المشاكل  و لكن كيف لكى أن تعرفى ذلك ؟!!! بالرغم أنى لم أخبرك كما أنى لم أخبر أحدا قط .. تلك مشكلة أكبر !!!! 

المفاجأة هنا .. أن الوجه الذى رأته أمامها كان نفس الوجه لمن قالت له الكلمة الأولى :/ 
   
فعرفته بنفسها .. فتذكر الموقف و بالكاد تذكرها .. !

و لم تعطى الحدث أكبر من حجمه فكانت لها مشكلة هى الاخرى .. 

و تابعا الحديث .. و مرة بعد مرة .. وجدت نفسها تصف له حاله وقت الحديث معها قبل أن يتفوه هو بالكلام و من دون أن تراه .. و يستطردا الحديث الذى كان محوره كله عليه .. و كأن لها عيونا سحرية ترى بها ما لا يستطيع غيرها أن يراه .. فكانت بالنسبة له أكثر من مدهشة .. و قال لها كثيرا .. أتريدينى أن أجن ؟! 

ما السر وراء ما يحدث معك ؟!  و كيف تنظريننى و تصفى ما أشعر به و أنا لست أمامك ؟! و لم أخبرك بشىء !!   

و ترد هى الأخرى .. لماذا أنت بالذات  ؟!  لا بد أن بك شىء مختلف .. فلم يسبق و أن حدث معى ذلك قط بهذه الصورة .. أكاد أجن !! 

و تتابعت الأيام .. و وجدت نفسها تقرأه من الداخل بكل بساطة .. فأصبحت تراه أكثر وضوحا .. و فى كل كلامها معه لم تذكر له أمرا واحدا غير صحيح على حد قوله .. ! 

هونت عليه أمورا كثيرة .. و ملأت به فراغ قلبها 
هى لا تريد منه شيئا .. غير أنها تفتقد اهتماما من نوع خاص .. اهدته إليه .. ! 

لا سبيل لانكار أنهما تمنيا بعضهما البعض .. لم يلتقيا بالرغم من تلاقى أرواحهما كل ليلة ..لكن ثمة أشياء كثيرة لها حسابات أخرى  .. فكلاهما يعرف تماما كيف يحب .. و كلاهما يخاف جدا الحب 

فمشكلتهما تكمن فى الكلمة الأولى .. كلاهما لا يأمن و لا شىء مضمون !!

بالرغم من كل شىء .. لم ينكرا الحب !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق